القلّادات



يا أيها الرسول ، يا أيها النبي ، يا أيها المزمل ، يا أيها المدثر ... 

زعموا أن كل هذه النداءات فيها تفضيل لرسول الله على غيره ممن سبقه من إخوته الأنبياء والمرسلين ؛ فقد نودوا بأسمائهم مجردة (يا آدم ، يا نوح ، يا إبراهيم .... ) ... وما هذا بحق ..
فالمخاطب بالقرآن هو رسول الله ، والمحكي له عنهم الأنبياء ، فلو قال لموسى - مثلا - يا أيها النبي فكيف سنعرف حقيقة المخاطب أهو موسى أم عيسى أم ..... ؟؟؟؟ 

كما أن تعدد المنادى بالرسول مرة وبالنبي مرة وبالمدثر والمزمل أخريين  يفضي إلى مغزى من وراء ذلك ، ولا يفضي إلى تفضيل النبي على غيره ، فنداؤه مثلا بالنبي لأن ما بعده من مقتضيات النبوة ، وبالمدثر لأنه كان نائما ملتحفا بدثاره (ثوبه) .. وهكذا دواليك .

ولو كان تفضيلا لاختار الأفضل (يا عبدي) التي وصف بها في موقف الإسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ...) ، لكنها لم ترد قطّ .

ولم يناد (يا محمد) لأن الاسم ليس مقصودًا وإنما المقصود وظيفته وحاله لترتب ما بعد النداء على ذلك ، كما يقول الأب لابنه -مثلا- تحفيزا له في دراسته (اجتهد يا دكتور ؟) ليشجعه ويحفزه ، ولم يناده باسمه لأن الاسم لن يعبر تعبير الوصف المستخدم ..

تعليقات