المتجملون غباءً ..


نتيجة بحث الصور عن صور كلمات خطأ في اللغة

يُهرعون إلى الأطباء لتقويم أسنانهم ، وإلى اختصاصيّ التجميل فيهم لتجميل أجسامهم ، ولن تنفعهم أسنانهم المقومة ولا أجسامهم التي عبث فيها الأطباء بزعوم التجميل شدًا ونفخًا وتزويدًا وتنقيصًا ، وهؤلاء ما ينقبون على ثمين وإنما جاء نقبهم – كما يقال (على شونة) ، لكنهم لو التفتوا إلى تقويم ألسنتهم التي حذر النبي  - صلى الله عليه وسلم  - معاذًا بنَ جبل - رضي الله عنه - من خطرها والتهاون في مُخرجاتها ؛ فقال فيما يرويه الإمام الترمذي وقال حديثٌ حسنٌ صحيحٌ : (وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال على مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم ؟) .


ولا أريد أن أدخل بالحديث دائرة الحرام والحلال ، وإنما أريد أن أُكسِبَ (النار) وصفًا أعمَّ من وصف دار الآخرة ، ذلك هو المخاطر التي تحدق بأبناء العربية من ترديهم في الجهل بأصول الكثير من الألفاظ الجارية على ألسنتهم ، حتى ترى أحدهم يَكْفُر في لفظ يقوله ولا يدري ، وأحدهم يَسبّ أو يُسَب واللفظ لفظه ولا يدري ، ناهيك عن ذلك التوارث الذي يشبه موروث الكفار – جهلا – حين عللوا صنميتهم ووثنيتهم بأنهم ألْفوا آباءهم لها عابدين ، ولا أدري إلى متى نؤدي دور العِيس في البيداء يقتلها الظمأ ، والماء فوق ظهورها محمول !
كثير من الألفاظ والكلمات تخرج في نية تخالف معانيها ، وهذا قد يوصف به الأطفال لأنه هكذا هو طورهم في بعض سنينه ، لكن أن يظل الوصف مع الانتقال إلى أطوار الشباب وما فوقه ، فهذا - لَعَمْري - عجيبٌ ، ولا علة له تبيحه سوى افتقارنا ، ومعه سعي إلى كسب الغنى في لغة غير لغتنا ، والداعي – مواكبة العصر ومتطلباته ، دونما روية ، ودونما علم بأنه من أصابه الفقر فيما يملك لم يُصِبِ الغنى فيما لا يملك ، ومن ينثر بذور هُويَّته في القيعان فقد أخطأ البَذْرَ ! 
فيا أيها المتجملون غباءً ، اقدحوا زناد أفكاركم ، وجمِّلوا ألسنتكم لا أسنانكم وأجسامكم ؛ فاللسان صناعة والأسنان والأجسام بضاعة . 


تعليقات